روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | لماذا أمي لا تطيق.. أبي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > لماذا أمي لا تطيق.. أبي؟


  لماذا أمي لا تطيق.. أبي؟
     عدد مرات المشاهدة: 2648        عدد مرات الإرسال: 0

أمي دايم تسب أبوي وتلعنه والله مره هو طيب ويقولها كلام حلو أقسم بالله حتى الناس من برا يدرون أنها ماتطيقه حتى ماتنادي باسمه تقول هي او تعال

والله كل يوم تتخاصم معه رغم أنه ماسوالها شيء أبدًا تدعو عليه بالموت وتقول عساك بحادث والله العظيم قدامنا وأقول يمه حرام تقول مالك شغل ولا لك دخل أنا كيفي

هو أبوي طيب جدا ويمكن عشان مايرد عليها تستغله رغم أنها جدا طيبه معنا وللملاحظه هي تعامل خالي بمعامله غريبه مثلا تستحي إذا جا وتدلعه أمامنا وتشتاق له كثير اشتياق غريب

مثلا تحب تلمسه وكذا وكل البيت يعلم أنا أحس أنها بدلت محبة أبوي بمحبة خالي وهذا إلى كل الناس يلاحظونه. أفيدوني بارك الله فيكم

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

أما بعد:

ابني الكريم.. نرحب بك علي صفحات موقعنا المتميز المستشار، ويسعدنا تواجدك معنا، فأنت بين أهلك وأحباءك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل.

أعانك الله وجعلك سببًا في صلاح حال أمك، وربما هذا ابتلاء لك ولأبيك، لكن المهم أن تحسن التعامل مع هذا الابتلاء بما يحيله إلى نعمة من نعم الله.

والحمد لله أن أبيك كما وصفت (أبوي طيب جدا) وليس شرس أو غليظ القلب، ورغم أن أمك تعامل أبيك معاملة سيئة، إلا أنها كما ذكرت (جدا طيبة معنا) وهذا مدخل جميل تستطيع أن تستغله في تقريب وجهات النظر بينها وبين أبيك، ولهذا – بني الفاضل- خذ بنصائحي التالية:

أولا: كن بجانب أبيك، وعوضه بحسن خلقك ما يلقاه من سوء معاملة أمك، وهون عليه، وألزم خدمته والقيام بحقه، وأكثر من الدعاء لوالديك بصلاح الحال والمآل وهدوء النفس وراحة البال.

ثانيا: ذكرت أن أمك طيبة معك، فلماذا لا تقوم بنصحها بأهمية معاملة زوجها معاملة طيبة، فذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكرّها بحق الزوج في الإسلام ومنزلته وأهمية رضاه لدخول الجنة، تكلم معها برفق وبطريق مباشر مرة وغير مباشر مرة أخري، أنه إذا مات- لا قدر الله- وهو ساخط عنها دخلت النار.

وإذا كان راضيا عنها دخلت الجنة. تحدث معها عن الجنة والنار والصراط والنشور وأهوال يوم القيامة، فكل هذه الأمور من شأنها ترقيق القلوب، وذلك حتى تعيد حساباتها مع نفسها في تعاملها مع زوجها.

ثالثا: تودد إلي أمك رغم إساءتها لأبيك بالهدايا وبالكلمة الحلوة، واصبر عليها، ولعل قربك منها ودوام تذكيرها بحق أبيك في المعاملة الحسنة يجعلها تراجع نفسها وترتدع عما تفعله.

رابعا: تحين فرصة مناسبة تكون أمك في حالة جيدة وتكلم معها بصراحة أن أفعالها مع أبيك قد وصلت مسامع الجيران (حتى الناس من برا يدرون أنها ما تطيقه).

وأن هذا الأمر يؤلمك أشد الألم ويعرضك أنت وأخواتك للهمز واللمز، وهذا ما لا ترضاه لكم، ثم توسل إليها وقبّلها وقّبل يديها ولو أدي الأمر لتقبيل قدميها فلا تتردد، واعلم أنك بهذا الصنيع تنقذ أمك من غضب الله عليها بسبب سوء أفعالها، فافعل ولا تتردد.

خامسا: يمكنك أن تنصحها بطريقة غير مباشرة، كأن تحضر لها بعض الكتيبات التي تتكلم عن حق الزوج وأهمية رضاه، وخطورة إغضابه ورفع الصوت عليه، وضع هذه الكتيبات في متناول يدها، فلعلها أن تطلع على هذه الكتيبات فيهدي الله قلبها.

سادسا: حاول أن تدخل لقلبك أمك، اجعلها تفضفض لك عما يزعجها في أبيك، وسبب أفعالها تلك، ربما قد أهانها يوما أو قام بعمل جعلها تأخذ منه هذا الموقف، فتقوم بإذابة سوء التفاهم بينهما، رغم علمنا أنه لا مبرر إطلاقا لهذه الأخلاق، أو لرد الإساءة بالإساءة، ولكن محاولة ربما في نفسها شيء.

سابعا: استعين بمن تثق بهن من صديقات أمك أو قريباتها اللاتي لهن تأثير واضح عليها، وحاول شرح الموضوع بشكل واضح؛ حتى يمكنهن نصح أمك بحسن التعامل مع أبيك والكف عن إيذاءه.

ثامنا: ذكرت أن خالك له منزلة كبيرة لدي أمك، فلماذا لا تكلمه في هذا الشأن، ربما يقوم بما عجزت عنه، وذكره بثواب الله الذي يجنيه من هذا العمل.

تاسعا: لا تنسي الصلاة في جوف الليل، وفي الثلث الأخير بالذات وابتهل إلى الله، بالدعاء في السجود أن يصلح حال أمك وينير بصرها وبصيرتها ويصلح أخلاقها، ويرفع عنها هذا البلاء، وييسر الله أمرك ويجعل هدايتها علي يديك، وتكون سببا لدخولها الجنة.

وفي الختام..أسأل الله لك المعونة والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب

المصدر: موقع المستشار